علاج السنط الجلدي
![]() |
علاج السنط الجلدي |
السنط
الجلدي، والذي يُعرف أيضًا بالثآليل الجلدية (Warts)، هو أحد الأمراض الجلدية الشائعة الناتجة عن
الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV). رغم كونه غير خطير في أغلب الأحيان،
إلا أن السنط قد يكون مزعجًا من الناحية الجمالية وقد يسبب شعورًا بعدم الراحة،
خاصة إذا كان في مناطق بارزة أو عرضة للاحتكاك.
سنستعرض في هذا
المقال أبرز المعلومات المتعلقة بالسنط الجلدي، وأسباب ظهوره، وأنواعه، وأهم
الوسائل العلاجية الحديثة المستخدمة للتخلص منه بفعالية وأمان.
ما هو السنط
الجلدي؟
السنط هو نمو
جلدي صغير، خشن الملمس في معظم الأحيان، يظهر على الجلد بسبب عدوى فيروسية تصيب
الطبقة الخارجية من الجلد. الفيروس المسؤول عن السنط الجلدي هو فيروس الورم
الحليمي البشري (HPV)، وله العديد من الأنواع التي تسبب أشكالاً
مختلفة من الثآليل.
يظهر السنط
عادةً على اليدين، الأصابع، القدمين، الوجه، أو الأعضاء التناسلية، ويمكن أن ينتقل
من شخص إلى آخر أو من منطقة إلى أخرى في جسم الشخص نفسه عن طريق التلامس المباشر
أو من خلال مشاركة الأدوات الشخصية.
أنواع السنط
الجلدي
تتعدد أشكال
السنط الجلدي، وأشهر أنواعه:
السنط الشائع: يظهر
غالبًا على اليدين أو الأصابع، ويكون ذا سطح خشن ولون رمادي أو بني.
السنط الأخمصي: يظهر
على باطن القدم، وغالبًا ما يكون مؤلمًا بسبب الضغط أثناء المشي.
السنط المسطح: يكون
ناعم السطح، صغير الحجم، ويظهر غالبًا على الوجه أو الساقين.
السنط الخيطي: يظهر
على الوجه أو الرقبة، ويكون رفيعًا وطويلاً نسبيًا.
السنط التناسلي: ينتقل
جنسيًا، ويظهر في المناطق التناسلية، ويحتاج إلى علاج متخصص.
هل السنط
الجلدي خطير؟
في معظم
الحالات، لا يُعد السنط الجلدي خطيرًا أو مهددًا للحياة، لكنه قد يسبب:
الإحراج
الاجتماعي، خاصة إذا ظهر في أماكن واضحة كوجه أو يدين
الحكة
أو الألم، لا سيما في المناطق الحساسة أو التي تتعرض للاحتكاك
الانتشار
في مناطق متعددة من الجسم إذا لم يُعالج
العدوى
للآخرين عن طريق اللمس أو مشاركة الأدوات
لذلك، يُنصح
بعلاجه مبكرًا لتجنب مضاعفاته ومشاكله الجمالية أو الصحية.
تتوفر عدة طرق
لعلاج السنط الجلدي، وتُحدد الطريقة المناسبة حسب نوع السنط، عدد الثآليل، مكان
ظهورها، وعمر المريض.
العلاجات
الموضعية
تشمل استخدام
مستحضرات تحتوي على أحماض مثل حمض الساليسيليك أو حمض اللبنيك، وتعمل هذه المواد
على تقشير الطبقة الخارجية من الثؤلول تدريجيًا حتى يختفي. هذه الطريقة فعالة
للثآليل الصغيرة أو البسيطة، لكنها تتطلب التزامًا طويل المدى.
الكي بالتبريد (Cryotherapy)
من أكثر الطرق
شيوعًا وفعالية، حيث يتم استخدام النيتروجين السائل لتجميد الثؤلول وقتل الخلايا
المصابة. قد تحتاج هذه الطريقة إلى عدة جلسات، وتُستخدم غالبًا في العيادات
الجلدية.
الكي الكهربائي
أو الليزر
يُستخدم الكي
الكهربائي أو الليزر في الحالات التي يصعب علاجها بالطرق الأخرى. يقوم الجهاز
بإزالة الثؤلول عن طريق الحرق أو التبخير، وغالبًا ما يُستخدم تحت تخدير موضعي.
العلاج الجراحي
نادرًا ما يتم
اللجوء إلى الجراحة لإزالة السنط، إلا إذا كان حجمه كبيرًا أو يُسبب ألمًا شديدًا.
تتم العملية باستخدام أدوات جراحية بسيطة تحت تخدير موضعي، لكن قد تترك ندبة.
العلاج المناعي
تُستخدم بعض
العلاجات لتحفيز جهاز المناعة على مهاجمة الفيروس المسبب للسنط، مثل الكريمات
الموضعية التي تحتوي على مادة "إيميكويمود"، أو عن طريق حقن بعض المواد
المناعية داخل الثؤلول.
طرق الوقاية من
السنط الجلدي
رغم صعوبة منع
العدوى بفيروس HPV بشكل تام، فإن بعض الإجراءات تقلل من فرص الإصابة
أو الانتشار:
تجنب لمس السنط
أو محاولة نزعه
غسل اليدين
بانتظام وعدم مشاركة الأدوات الشخصية
ارتداء أحذية
في الأماكن العامة كالمسابح وغرف تبديل الملابس
تجفيف الجلد
جيدًا خاصة بعد الاستحمام
استخدام واقٍ
أثناء العلاقة الجنسية للوقاية من السنط التناسلي
تقوية
جهاز المناعة بتغذية صحية وممارسة الرياضة
هل يمكن أن
يعود السنط بعد العلاج؟
نعم، من الممكن
أن يعاود السنط الظهور بعد علاجه، خاصة إذا لم يتم القضاء تمامًا على الفيروس أو
إذا كان جهاز المناعة ضعيفًا. لذلك، يُنصح دائمًا بالمتابعة الدورية مع طبيب
الجلدية والاهتمام بالصحة العامة والوقاية من العوامل المساعدة على العدوى.
متى يجب
استشارة الطبيب؟
يفضل استشارة
طبيب مختص في الحالات التالية:
ظهور أكثر من
ثؤلول في وقت قصير
وجود ألم،
نزيف، أو تغير في اللون أو الشكل
فشل العلاجات
المنزلية بعد أسابيع من الاستخدام
ظهور السنط في
أماكن حساسة مثل الوجه أو المناطق التناسلية
ضعف جهاز
المناعة أو وجود أمراض مزمنة
الختام
السنط
الجلدي قد يبدو بسيطًا لكنه قد يُسبب إزعاجًا نفسيًا وجسديًا، ومع تطور الطب
التجميلي والعلاجي أصبح من الممكن التخلص منه بسهولة وأمان. سواء بالعلاجات
الموضعية أو من خلال جلسات الكي أو الليزر، يمكن علاج السنط الجلدي بفعالية
واستعادة صفاء البشرة من جديد.
المهم هو
التشخيص المبكر والمتابعة مع طبيب مختص لتحديد الطريقة المناسبة للعلاج، وعدم
تجاهل ظهور أي نمو جلدي غير طبيعي حتى وإن كان صغيرًا أو غير مؤلم.
Comments
Post a Comment